الأوقاف

خالد بدير : معية الله درجات‏:‏ عامة مطلقة، وخاصة مقيدة بوصف أو بشخص

قال الدكتور خالد بدير ، معية الله تنقسم إلى قسمين‏:‏ عامة، وخاصة‏.‏ والخاصة تنقسم إلى قسمين‏:‏ مقيدة بشخص، ومقيدة بوصف‏.‏

فالعامة هي: التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن وكافر ؛ وبَر وفاجر، في العلم والقدرة والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية؛ ودليلها قوله تعالى‏:‏  { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد: 4] وقوله: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } [المجادلة: 7] .

وتابع خالد بدير ، أما المعية الخاصة فهي تنقسم إلى قسمين: المقيدة بوصف؛ فتكون لمن يحمل هذا الوصف من البشر؛ ومن ذلك : الإحسان والتقوي؛ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 128‏]‏‏.‏ ومنها: الإيمان كما في قوله تعالى: { وأَنَّ اللَّهَ مَعَ المؤمنِينَ } [الأنفال: 19] . ومنها: الصبر كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( البقرة: 153)

فكل من اتصف بالإيمان أو الإحسان أو التقوى أو الصبر فإن الله معهم ينصرهم، ويحفظهم، ويؤيدهم، ويوفقهم، ومعية الله أثمن شيء على الإطلاق، أن يكون الله معك، كن مع الله ترى الله معك.

فمعية الله سبحانه وتعالى أعظم معية ، فهناك من يتفاخر بمعية العظماء والكبراء والمشاهير ، يحتمي بهم ويلوذ بهم ، هؤلاء هم من أعمتهم دنياهم عن آخرتهم وغرهم سلطان البشر عن رب الأرباب وتغافلوا بمعية الناس عن معية رب الناس .

وتابع بدير، فعز المؤمنين وفخارهم بمعية الله لهم :

من كان معه الله سبحانه تعالى فهل يضره العالم بأسره ولو اجتمع عليه؟!! قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم معلما بها الأمة :” وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ؛ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ” .( أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح) ، وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة؛ والمراقبة لله عزّ وجل .

وأما الخاصة المقيدة بشخص معين؛ فهي التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت له؛ وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم. كقوله تعالى عن نبيه ‏:{ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ، وقال لموسى وهارون ‏:{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .  وقال في موسى وقومه:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء: 61 ؛ 62 )؛ وهذه أخص من المقيدة بوصف‏.‏

فالمعية درجات‏:‏ عامة مطلقة، وخاصة مقيدة بوصف، وخاصة مقيدة بشخص‏.‏ فأخص أنواع المعية ما قيد بشخص ، ثم ما قيد بوصف، ثم ما كان عاماً‏. فالمعية العامة تستلزم الإحاطة بالخلق علماً وقدرة وسمعاً وبصراً وسلطاناً وغير ذلك من معاني ربوبيته، والمعية الخاصة بنوعيها تستلزم مع ذلك النصر والتأييد‏؛ فلاحظ الفرق بين المعية العامة وبين المعية الخاصة : المعية العامة: معية علم، أما المعية الخاصة: معية إكرام، معية الله العامة مع الناس كلهم؛ أنه يعلم سرهم وجهرهم، معية الله الخاصة -للمؤمنين-: أنه يحفظهم، وينصرهم، ويؤيدهم، ويسعدهم.

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »